ثَبَتَ في [(سننِ أبي داودَ)/كتاب السُّـنَّة] أنَّ النبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم قال: "أُذِنَ لي أَنْ أُحَدِّثَ عَنْ مَلَكٍ من ملائكةِ الله من حَمَلَةِ العَرْشِ، إنَّ ما بينَ شَحْمَةِ أُذُنهِ إلى عاتقهِ مسيرةُ سَبْعِمِائةِ عام".
ويشتركُ الملائكةُ والجِنُّ في أنَّ كِلَيْهِمَا أجسامٌ لطيفة. وقد أعطاهمُ الله سبحانَه وتعالى القدرةَ على التَّشَكُّلِ بأشكالٍ مختلفةٍ. فالملائكةُ خَلْقٌ يستترونَ عن أَعْيُنِ البشر. والجِنُّ خَلْقٌ مستترونَ عن أعينِ البشرِ كذلك.
قال الله تعالى: {واذْكُرْ في الكتاب مريمَ إذِ انتبذتْ من أهلِها مكانًا شرقيًّا. فاتخذتْ من دونهِم حجابًا فأرسلنا إليها رُوحَنَا فتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا} مريم/16/17.
وفي الآيةِ دليلٌ على أَنَّ جبريلَ تمثَّل لمريمَ بصورةِ بَشَرٍ سَوِيِّ الخِلْقَةِ.
وقد ثَبَتَ أنَّ جبريلَ جاءَ يومًا إلى رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم وجَلَسَ إليه يسألُه عن الإسلام والإيمانِ والإحسانِ وأشراطِ السَّاعةِ والرَّسُولُ يُجيبُه، وكانَ الصَّحابةُ حاضرينَ ينظرونَ إليه وهو على هيئةِ رَجُلٍ لا يعرفونه. ولَمَّا انصرفَ جبريلُ قالَ رسولُ الله: "هذا جبريلُ جاء ليعلِّم النَّاسَ دينَهم". رواه البخاريُّ ومسلم
وهذا دليلٌ ءاخَرُ على أنَّ الملائكةَ تَتَشَكَّلُ بقدرةِ الله بأشكال رجال من البشر. لكنِ اعتقادُنا أنَّ المَلَكَ إذا تَشَكَّلَ بشكلِ رَجُلٍ من البشرِ فالتشكُّل يكونُ بلا سَوْأَةٍ. يجبُ الجَزْمُ بذلكَ وبأنهم لا يَتَشَكَّلُونَ بأشكال نساء. ولا بأشكال الحيوانات القبيحة كالكلاب والأفاعى والخنازير قال الله تعالى {وجعلوا الملائكةَ الذينَ هم عبادُ الرَّحمٰنِ إناثًا، أَشَهِدُوا خَلْقَهُمْ، سَتُكْتَبُ شَهَادَتهُمْ ويُسْأَلون} الزُّخْرُف/19 وأما الجِنُّ فلم يزلِ النَّاسُ يرَونهم متشكِّلينَ بأشكالٍ مختلفة
والله سبحانه وتعالى أعلمُ وأحكم..
منقول