وألوان التسامح متعددة فمن ذلك مثلا قراءة رواية أو أكثر في مدة يسيرة ليلة أو ثلاث ليال أو حول من ذلك مما يدل على تسامح وتساهل في الإقراء.
قال الإمام الذهبي في ترجمة محمد بن احمد بن سعود المعروف بابن صاحب الصلاة المتوفى سنة خمس وعشرين وستمائة قال ابن الأبّار( لم اخذ عنه لتسمّحه في الإقراء والإسماع سامح الله له).
قال الذهبي ( قلت وأنا رأيت له مايدل على تسمّحه بخطه أن بعض القراء قرأ عليه في ليلة واحدة ختمة كاملة برواية نافع )
معرفة القراء الكبار(3/1199) .
وجاء في ترجمة ابن الوثيق إبراهيم بن محمد أبو القاسم الأندلسي الاشبيلي المتوفى سنة أربع وخمسين وستمائة (أن عبدالله بن منصور المكين الأسمر دخل يوما إلى الجامع الجيوشي بالإسكندرية فوجد شخصا واقفا وسط صحنه وهو ينظر إلى أبواب الجامع فوقع في نفس المكين الأسمر انه رجل صالح ..... فابتدأ عليه المكين الأسمر تلك الليلة الختمة بالقراءات السبع من أولها وعند طلوع الفجر إذ به يقول (من الجنة والناس ) فختم عليه الختمة جمعا بالقراءات السبع في ليلة واحدة ).
غاية النهاية (1/25) وشرح طيبة النشر للنويري (1/49-50) .
ومن ألوان التساهل في هذا المقام إقراء أكثر من شخص في وقت واحد .
وهذا وان أجازه بعض أهل العلم كعلم الدين السخاوي .
(معرفة القراء الكبار للذهبي 3/1247-1248)
أخلاق أهل القران (119)
الإتقان للسيوطي (1/131)
لطائف الإشارات (1/333).
وضد التساهل التشدد والعنت وله أمثلة مبثوثة في كتب تراجم القراء على نحو ما :
جاء في ترجمة محمد بن احمد بن بضحان أبو عبدالله الدمشقي المتوفى سنة ثلاث وأربعين وسبعمائة انه كان يجلس للإقراء وهو في غاية التصميم لا يتكلم ولا يلتفت ولا يبصق ولا يتنحنح - وكذلك من عنده- , ويجلس القارئ عليه وهو يشير إليه بالإصبع لا يدعه يترك غنة ولا تشديدا ولا غيره من دقائق التجويد حتى يأخذه عليه ويرده إليه وإذا نسي احدٌ وجهاً من وجوه القراءة يضرب بيده على الحصيرٍ فإذا أفاق القارئ ورجع إلى نفسه أمضاه له ، وإلا يزال يقول للقارئ ما فرغته حتى يعييه فإذا عيَّ رد عليه الحرف ثم يكتبه عليه فإذا ختم القارئ وطلب الإجازة سأله عن تلك المواضع التي نسيها أو غلط فيها في سائر الختمة فان أجاب عنها بالصواب كتب له الإجازة وان نسي قال له اعد الختمة فلا أجيزك على هذا الوجه . وهكذا كان دأبه على هذه الحال ٍ بحيث انه لم يأذن لأحد سوى اثنين هما
السيف الحريري وابن نملة حسب لاغير . في جميع عمره مع كثرة من قرأ عليه وقصده من الأفاق)
غاية النهاية لابن الجزري (2/57-58)
ينظر معرفة القراء الكبار (3/1373) .
قال أبو عمرو الداني (لم يمنعني من ان أقرأ على أبي طاهر (عبدالواحد بن عمر بن محمد بن أبي هاشم ابو طاهر البغدادي البزاز الإمام النحوي العلم الثقة اخذ القراءة عن مجاهد والحسن الكرخي وغيرهم ) إلا انه كان فظيعا وكان يجلس للإقراء وبين يديه مفاتيح فكان ربما يضرب بها رأس القارئ إذا لحن فخفت ذلك فلم أقرأ عليه . وسمعت منه كتبه ) غاية النهاية (1/246)
لطائف الإشارات (1/334) .
وقال أبو عمرو في جامع البيان قال لي أبو الفتح: قال لي عبدالباقي قال لي أبو الحسن قرأت على أبي عمران بالرقة ثم قدم بعد ذلك إلى حلب فقرات عليه ختمة ثانية وقلت له أني افتخر بالقراءة عليك فشدد علي غيري ممن يقرا عليك ليعرفوا منزلتي عندك ففعل ذلك فلم يختم عليه غيري بحلب ٍ.
جامع البيان (1/269)… .
ان التساهل والتشدد هما طرفا نقيض في جميع الأمور وخير الأمور اواسطها إذ لا يفهم مما تقدم ان عرض المبتدئ كعرض المنتهي ولا العرض بأحد أوجه الرواية داخل في هذا بل هو مأخوذ معمول به كما تقدم وإنما التساهل يقع في سرعة الإقراء مع عدم الإتقان وهذا ما أردت بيانه وهو المقصود . نبه بعض السابقين إلى خطورته .
وأما التشدد في الإجارة بمعنى الغلظة في الإقراء كما تقدم عن بعضهم او المبالغة والتنطع في الإقراء للوصول إلى درجة الإتقان فهذا مذموم أيضاً والله اعلم .
وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم
قال الإمام الذهبي في ترجمة محمد بن احمد بن سعود المعروف بابن صاحب الصلاة المتوفى سنة خمس وعشرين وستمائة قال ابن الأبّار( لم اخذ عنه لتسمّحه في الإقراء والإسماع سامح الله له).
قال الذهبي ( قلت وأنا رأيت له مايدل على تسمّحه بخطه أن بعض القراء قرأ عليه في ليلة واحدة ختمة كاملة برواية نافع )
معرفة القراء الكبار(3/1199) .
وجاء في ترجمة ابن الوثيق إبراهيم بن محمد أبو القاسم الأندلسي الاشبيلي المتوفى سنة أربع وخمسين وستمائة (أن عبدالله بن منصور المكين الأسمر دخل يوما إلى الجامع الجيوشي بالإسكندرية فوجد شخصا واقفا وسط صحنه وهو ينظر إلى أبواب الجامع فوقع في نفس المكين الأسمر انه رجل صالح ..... فابتدأ عليه المكين الأسمر تلك الليلة الختمة بالقراءات السبع من أولها وعند طلوع الفجر إذ به يقول (من الجنة والناس ) فختم عليه الختمة جمعا بالقراءات السبع في ليلة واحدة ).
غاية النهاية (1/25) وشرح طيبة النشر للنويري (1/49-50) .
ومن ألوان التساهل في هذا المقام إقراء أكثر من شخص في وقت واحد .
وهذا وان أجازه بعض أهل العلم كعلم الدين السخاوي .
(معرفة القراء الكبار للذهبي 3/1247-1248)
أخلاق أهل القران (119)
الإتقان للسيوطي (1/131)
لطائف الإشارات (1/333).
وضد التساهل التشدد والعنت وله أمثلة مبثوثة في كتب تراجم القراء على نحو ما :
جاء في ترجمة محمد بن احمد بن بضحان أبو عبدالله الدمشقي المتوفى سنة ثلاث وأربعين وسبعمائة انه كان يجلس للإقراء وهو في غاية التصميم لا يتكلم ولا يلتفت ولا يبصق ولا يتنحنح - وكذلك من عنده- , ويجلس القارئ عليه وهو يشير إليه بالإصبع لا يدعه يترك غنة ولا تشديدا ولا غيره من دقائق التجويد حتى يأخذه عليه ويرده إليه وإذا نسي احدٌ وجهاً من وجوه القراءة يضرب بيده على الحصيرٍ فإذا أفاق القارئ ورجع إلى نفسه أمضاه له ، وإلا يزال يقول للقارئ ما فرغته حتى يعييه فإذا عيَّ رد عليه الحرف ثم يكتبه عليه فإذا ختم القارئ وطلب الإجازة سأله عن تلك المواضع التي نسيها أو غلط فيها في سائر الختمة فان أجاب عنها بالصواب كتب له الإجازة وان نسي قال له اعد الختمة فلا أجيزك على هذا الوجه . وهكذا كان دأبه على هذه الحال ٍ بحيث انه لم يأذن لأحد سوى اثنين هما
السيف الحريري وابن نملة حسب لاغير . في جميع عمره مع كثرة من قرأ عليه وقصده من الأفاق)
غاية النهاية لابن الجزري (2/57-58)
ينظر معرفة القراء الكبار (3/1373) .
قال أبو عمرو الداني (لم يمنعني من ان أقرأ على أبي طاهر (عبدالواحد بن عمر بن محمد بن أبي هاشم ابو طاهر البغدادي البزاز الإمام النحوي العلم الثقة اخذ القراءة عن مجاهد والحسن الكرخي وغيرهم ) إلا انه كان فظيعا وكان يجلس للإقراء وبين يديه مفاتيح فكان ربما يضرب بها رأس القارئ إذا لحن فخفت ذلك فلم أقرأ عليه . وسمعت منه كتبه ) غاية النهاية (1/246)
لطائف الإشارات (1/334) .
وقال أبو عمرو في جامع البيان قال لي أبو الفتح: قال لي عبدالباقي قال لي أبو الحسن قرأت على أبي عمران بالرقة ثم قدم بعد ذلك إلى حلب فقرات عليه ختمة ثانية وقلت له أني افتخر بالقراءة عليك فشدد علي غيري ممن يقرا عليك ليعرفوا منزلتي عندك ففعل ذلك فلم يختم عليه غيري بحلب ٍ.
جامع البيان (1/269)… .
ان التساهل والتشدد هما طرفا نقيض في جميع الأمور وخير الأمور اواسطها إذ لا يفهم مما تقدم ان عرض المبتدئ كعرض المنتهي ولا العرض بأحد أوجه الرواية داخل في هذا بل هو مأخوذ معمول به كما تقدم وإنما التساهل يقع في سرعة الإقراء مع عدم الإتقان وهذا ما أردت بيانه وهو المقصود . نبه بعض السابقين إلى خطورته .
وأما التشدد في الإجارة بمعنى الغلظة في الإقراء كما تقدم عن بعضهم او المبالغة والتنطع في الإقراء للوصول إلى درجة الإتقان فهذا مذموم أيضاً والله اعلم .
وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم