إنتقل إلى رحمة الله أعلى أهل الأرض إسنادا في القراءات وأحد شيوخ القراء السبعة في بلاد الشام شيخنا الشيخ بكري الطرابيشي قبل قليل ..يوم الخميس غرة ربيع الآخر عام 1433 هجري، يوافق يوم 23 شباط / فشباط 2012 ميلادي، وسيصلى عليه بمسجد الشيخ شيرزاد بدبي في اليوم التالي بعد صلاةالجمعة
والجنازة بعد صلاة الجمعة من مسجد محمد حسن الشيخ بمنطقة الطوار 2 بدبي ..
كان الشيخ ممن يأكل من عمل يده وأبناؤه أطباء حفظة للقرآن الكريم بل وفي أحفادة الأطباء الحفاظ وقد تلقى عنه إجازة القراءات أجيال من طلبة العلم..
رحمه الله رحمة الأبرار وأسكنه الفردوس الأعلى من الجنة وشفّعه فينا وفي بلاد الشام وأخلفه في الأمة بالخلف الصالح وحفظ من بقي من أئمة الهدى ..
ولا نقول الا ما يقوله الصالحون .. إنا لله وإنا إليه راجعون
اللهم آجرنا في مصيبتنا هذه واخلف علينا خيرا منها
مولده ونشأته
ولد الشيخ بكري الطرابيشي في دمشق سنة 1338 للهجرة 1921م في بيت علم ودين وكان والده الشيخ عبد المجيد الطرابيشي من فقهاء دمشق في المذهب الحنفي وممن اختارهم الملك فيصل بن الحسين إلى خاصته حينما كان ملكاً على بلاد الشام بعد سقوط حكم السلطنة العثمانية عام 1918م. حفظ الشيخ بكري القرآن وهو في الثانية عشرة من عمره، وأتقنه في عمر الخامسة عشرة، واشتغل مع والده في التجارة.
حفظه للقرآن
حفظ الشيخ بكري الطرابيشي القرآن وهو في الثانية عشرة من عمره وأجاده حفظاً وتلاوة في عمر الخامسة عشرة، وحينما كان في الثانية عشرة أخذه والده إلى الشيخ عبد الوهاب الحافظ (والمعروف أيضاً بالشيخ عبد الوهاب دبس وزيت وكان هذا لقب عائلته من قديم)، ولما وجد لدى الشيخ عبد الوهاب مشقة وتشديداً في الإقراء انتقل إلى التتلمذ على يد الشيخ عزالدين العرقسوسي، وعندما بلغ العشرين من عمره قرأ الشيخ بكري على يد الشيخ عبد القادر الصبّاغ الذي أخذ القراءة على الشيخ أحمد الحلواني الكبير، وقد أجازه الشيخ محمد سليم الحلواني سنة 1942 في القراءات السبع من طريق الشاطبية، وكان آخر من أجازه الشيخ محمد سليم الحلواني فقد توفي بعد ذلك بوقت قصير. لاحقاً أخذ الشيخ بكري الطرابيشي القراءات العشر على قرينه الشيخ محمود فائز الديرعطاني، ويحمل الشيخ بكري اليوم أعلى سند على وجه الأرض، بينه وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم سبعاً وعشرون قارئاً بنفس الدرجة التي هو عليها اليوم، وتوفي آخر قرين له منذ أكثر من ثلاثين عاماً.
آثاره
لم يترك الشيخ بكري آثاراً مكتوبة له وإنما ترك آثاراً حسية تمثلت بتلامذته، منهم الشيخ محمد شقرون في الإمارات والشيخ حسام سبسبي في الكويت وفي الجزائر المقرئ الشيخ محمد بوركاب، وفي لبنان عمر داعوق، وفي الأردن المقرئ عصام عبد المولى، وجميعهم سلكوا درب شيخهم وأقاموا دوراً لتحفيظ القرآن وإجازة حافظيه، فقد ساهم هو وتلامذته في تحفيظ القرآن والإجازة فيه وقاموا بفتح المعاهد وعمل كل ما يمكن لتيسير حفظ كتاب الله، فالشيخ محمد شقرون أسس مدرسة كبيرة للإجازة والتحفيظ في دبي، والشيخ حسام سبسبي أسس في الكويت في وزارة الأوقاف دائرة (مسؤولية الإقراء)، وفي لبنان الشيخ عمر داعوق يساهم في الإقراء كذلك، وفي الجزائر تعد شهادة الإقراء شهادة جامعية، وكذلك أنزلت هذه المنزلة في جامعات الإمارات والكويت.
كتب ومؤلفات عنه
قام المحدث الدكتور زهير الشاويش بوضع كتاب بعنوان "السندان الأعليان في تلاوة القرآن الكريم للشيخ بكري الطرابيشي" تحدث فيه الشيخ زهير الشاويش عن سند قراءات القرآن الكريم ومنزلتها في الإسلام وتحدث عن الشيخ بكري الطرابيشي وعن سنده في أخذ القرآن الكريم.
سند الشيخ الطرابيشي
لقد نظم الشيخ الطرابيشي سنده نظماً من أربعين بيتاً ذكر فيها تسلسل أخذ الإجازة منه وصولاً إلى سند الإمام الشاطبي، منها: باسمك ربي كل خير بدأته لك الحمد من بكري الطرابيشي مرسلا وأزكى صلاة مع سلام على النبي محمد الهادي وآلٍ ومن تلا ويشكر بكري ربه إذ أعانه على نقله القرآن عذباً مسلسلا ويشكره إذ قد أعان بنقله حروفاً أتت في الحرز للسبعة الملا على ما حوى التيسير إذ كان أصله وعنه رواه الشاطبي معللا رواها بختم متقن عن محمد سليم وهو شيخ الشيوخ إذا تلا وفائزُ ذاك الدير عطاني مبجلٌ لقد كان يأتي درسنا متفضلا وقد كان من قبلي تتلمذ عنده ففاز فما يحكيه شيخ مرتلا سليم روى عن أحمد خير والد غدا الشيوخ الشام شيخاً مفضلا وأحمد قد نال الفضائل جمة بمكة بالمرزوق لمّا له اجتلا فأضحى له القرآن طبعاً وضبطُه لتجويده يا ما أحيلاه إذ حلا على المقرئ الفذ العبيدي قد قرا وهذا له الأحهوري شيخ به علا وقد أخذ الإجهوري ما شاء ربه على أحمد البقري فكان أخا حُلا محمد البقري شيخ لأحمدٍ محمد عن ذاك اليماني قد اجتلا وأخذ اليماني عن أبيه شحاذة وأحمد عبد الحق شيخ له علا وناصر الطبلاوي شيخ لأحمد وناصر تلميذ للأنصاري ذي العلا غدا زكريا فضله عم رتبةً ففيها عظيماً قارئاً ومبجلا وللأنصاري تلميذ لرضوان متقن ورضوان عن ابن الجزري تحملا هو العلم الفذ الجليل فضائلاً إذا ذُكر القراء كان المفضلا وقد كان تليمداً على ابن مباركٍ ولبَّان شام في دمشق تبجلا وقد كان عبد الله صائغ حَملة عليه تلا ابن المبارك ماتلا وصهر للإمام الشاطبي شيخ صائغ بخير شيوخ الذكر وقد فاز واعتلا هو الشاطبي الفذ ثامن عشرة شيوخ لبكري علمهم شاع وانجلا فهم قد تلقوه عن شيوخ أكارم وفي النشر ما يكفي لتعرف من علا.