بسم الله الرحمن الرحيم
تعرفت عليه منذ اكثر من خمسين سنة عندما كنا تلاميذا في المدرسة الابتدائية ، وابناء منطقة واحدة تقريبا ، فقد كان بيتنا في محلة رأس الكور ، أما بيتهم فقد كان في محلة نبي الله جرجيس وقد انتظمت معه في كتاب الملا اسماعيل بن مصطفى الخفاف امام جامع عبد الله المكي و حفظنا عليه بعض سور القرآن الكريم . هذا فضلا عن ان والدي رحمه الله قال لي بانه قد درس التجويد عند والده الشيخ حامد عبد المجيد الراوي الرفاعي الموصلي وأورثني كراسة محفوظة في التجويد أعدها والده الشيخ حامد رحمه الله ..و لم تكن علاقتي به سطحية ، بل كانت عميقة و راسخة و على اسس من المحبة والاحترام و الحمد لله فانها مستمرة حتى يومنا هذا .. كما كانت علاقتي طيبة مع أخيه الشيخ عباس و انا اتابع اخباره كما يتابع اخباري.
الشيخ علي هو ابن حامد بن عبد المجيد بن سليمان بن الشيخ احمد بن رجب بن عبد القادر بن الشيخ احمد بن رجب بن عبد القادر بن الشيخ رجب الكبير الراوي الرفاعي دفين مدينة راوه في اعالي الفرات و يتصل نسبه بسيدنا الحسين بن علي بن ابي طالب عليه السلام و رضى الله عنه ، و هو مواليد ليلة الاثنين 25 شعبان 1363 ه (14 أب1944) في الموصل و قد اكمل دراسته الابتدائية و المتوسطة و الثانوية فيها ، ثم دخل معهد اعداد المعلمين فتخرج منه سنة 1965 و قد عين معلما في احدى مدارس قضاء الشرقاط الابتدائية ثم نقل الى مدينة الموصل و نسب لتدريس الخط في معهد الفنون الجميلة و حتى احالته على التقاعد سنة 1990 . و كان من الطبيعي ان يتاثر بوالده الشيخ حامد (1901 - 1961) فقد بدا الحظ معه و مع الاستاذ يوسف ذنون فيما بعد و اجيز سنة 1978 ، و حظي بتقدير كبير من الخطاط التركي المعروف الاستاذ حامد الامدي ، و الخطاط المكي الشيخ محمد طاهر الكردي ، و الخطاط العراقي الاستاذ هاشم محمد البغدادي . يرع في الخط و درسه في قسم الخط بمعهد الفنون الجميلة بين سنتي 1985 - 1990 . كما شارك في مسابقات الخط التي كان يظمها مركز الابحاث للتاريخ و الفنون الاسلامية في اسطنبول سنوات عديدة و حصل على جوائز تقديرية من مهرجانات عالمية و معارض محلية و قطرية و كتب على الحجر خطوط العشرات من الجوامع في كثير من مدن العراق ، و صمم و كتب عناوين المئات من اغلفة الكتب . و من اشهر الجوامع التي كتب خطوط ريازتها جامع الزهراء و جامع الشيخ فتحي و جامع صلاح الدين الايوبي و جامع بلال الحبشي و جامع ذي النورين و جامع نبي الله جرجيس في الموصل وجامع مصعب بن عمر و ابي بكر الصديق في تلعفر و جامع بعشيقة و جامع الشيخ جياني راوه و جامع دلال الكبيسي في بغداد و جامع الشيخ عبد العزيز السامرائي في الفلوجة .
لم يكتف الشيخ علي الراوي بما ناله من سمعة في الخط ، بل اتجه نحو دراسة العلوم النقلية و العقلية على اعلام الموصل و منهم العلامة الشيخ عثمان الجبوري ، و الشيخ ذنون البدراني . و نال اجازتين علميتين سنة 1425 ه (2004م)الاولى من الشيخ محمد ياسين و الثانية من الشيخ عبد الكريم المدرس . كما سبق له ان تعلم التجويد و درسه على يد الشيخ محمد صالح الجوادي اجازه سنة 1393ه (1973) . كما تلقى بعض المحاضرات في علم العروض ويذكر بأن المرحوم الاستاذ يونس إبراهيم كان من أساتذته الذين تعلم منهم و له محاولات شعرية و تآليف عديدة في علوم مختلفة الا انه لم يطبع منها سوى كتاب بعنوان : (دليل الحاج و المعتمر) .. كتب عنه الدكتور عبد العزيز عبد الله رحمه الله و قال بأنه (من الرجال الذين قدموا عطاءات ثرة منذ اكثر من ثلاثين عاما ، فهو يختلف عن غيره بعدة اتجاهات و مواهب فهو خطاط مبدع ، و شيخ في القراءات قدير ، و عالم في اصول الدين الاسلامي ، و خطيب منبر مفوه ، و شاعر) . وقد سبق للخطاط هاشم البغدادي ان تنبأ له بمستقبل عظيم في الخط ، و اعترف له الاستاذ يوسف ذنون بالاجادة في ضبط الخطوط العربية المختلفة و منحه الاجازة في نيسان 1978 و قال له الخطاط المكي الشيخ محمد طاهر الكردي (ان خطك كسلاسل ذهب) . وكتب له شيخ الخطاطين المسلمين الاستاذ حامد الامدي ( اني مفتخر بان اجيز ولدي الخطاط علي حامد الراوي الموصلي لما رأيت حسن ضبط خطوط الثلث و النسخ و الانواع الاخرى ، و ان لي فيه آمالا كبيرة ، ارجو له التوفيق ) .
استعانت به جامعة الموصل لتدريس فن الخط و القاء المحاضرات على طلبة قسمي اللغة العربية في كليتي الاداب و التربية لعدة سنوات .. كما التزم عددا من التلاميذ في الخط في الموصل والفلوجة و من الذين اجازهم في جميع الخطوط (مروان الحربي )و في التعليق (عمار الدليمي) ، وللراوي شعر متين نشر بعضه في جريدة فتى العراق لكنه قليل .
مارس الشيخ علي الراوي الاقراء في مسجد العقبة و جامع بكر افندي و المدرسة الاحمدية و مسجد محمود البكري و جامع فتحي العلي و جامع عبد الله الحاج سعيد و جامع المدينة المنورة و جامع اليقظة الاسلامية .. و قد تولى الامامة و الخطابة في جامع فتحي العلي في موصل الجديدة .. و تتسم خطبه ليوم الجمعة بالوضوح و قوة الاسلوب و متانة الافكار و يحظى باحترام زملائه و اصدقائه و تلاميذه و ندعو الله ان يمد في عمره و يمتعه بالصحة و العافية لكي يستمر في افادة دينه و وطنه و امته .
ا.د.ابراهيم خليل العلاف
استاذ التاريخ الحديث-جامعة الموصل
تعرفت عليه منذ اكثر من خمسين سنة عندما كنا تلاميذا في المدرسة الابتدائية ، وابناء منطقة واحدة تقريبا ، فقد كان بيتنا في محلة رأس الكور ، أما بيتهم فقد كان في محلة نبي الله جرجيس وقد انتظمت معه في كتاب الملا اسماعيل بن مصطفى الخفاف امام جامع عبد الله المكي و حفظنا عليه بعض سور القرآن الكريم . هذا فضلا عن ان والدي رحمه الله قال لي بانه قد درس التجويد عند والده الشيخ حامد عبد المجيد الراوي الرفاعي الموصلي وأورثني كراسة محفوظة في التجويد أعدها والده الشيخ حامد رحمه الله ..و لم تكن علاقتي به سطحية ، بل كانت عميقة و راسخة و على اسس من المحبة والاحترام و الحمد لله فانها مستمرة حتى يومنا هذا .. كما كانت علاقتي طيبة مع أخيه الشيخ عباس و انا اتابع اخباره كما يتابع اخباري.
الشيخ علي هو ابن حامد بن عبد المجيد بن سليمان بن الشيخ احمد بن رجب بن عبد القادر بن الشيخ احمد بن رجب بن عبد القادر بن الشيخ رجب الكبير الراوي الرفاعي دفين مدينة راوه في اعالي الفرات و يتصل نسبه بسيدنا الحسين بن علي بن ابي طالب عليه السلام و رضى الله عنه ، و هو مواليد ليلة الاثنين 25 شعبان 1363 ه (14 أب1944) في الموصل و قد اكمل دراسته الابتدائية و المتوسطة و الثانوية فيها ، ثم دخل معهد اعداد المعلمين فتخرج منه سنة 1965 و قد عين معلما في احدى مدارس قضاء الشرقاط الابتدائية ثم نقل الى مدينة الموصل و نسب لتدريس الخط في معهد الفنون الجميلة و حتى احالته على التقاعد سنة 1990 . و كان من الطبيعي ان يتاثر بوالده الشيخ حامد (1901 - 1961) فقد بدا الحظ معه و مع الاستاذ يوسف ذنون فيما بعد و اجيز سنة 1978 ، و حظي بتقدير كبير من الخطاط التركي المعروف الاستاذ حامد الامدي ، و الخطاط المكي الشيخ محمد طاهر الكردي ، و الخطاط العراقي الاستاذ هاشم محمد البغدادي . يرع في الخط و درسه في قسم الخط بمعهد الفنون الجميلة بين سنتي 1985 - 1990 . كما شارك في مسابقات الخط التي كان يظمها مركز الابحاث للتاريخ و الفنون الاسلامية في اسطنبول سنوات عديدة و حصل على جوائز تقديرية من مهرجانات عالمية و معارض محلية و قطرية و كتب على الحجر خطوط العشرات من الجوامع في كثير من مدن العراق ، و صمم و كتب عناوين المئات من اغلفة الكتب . و من اشهر الجوامع التي كتب خطوط ريازتها جامع الزهراء و جامع الشيخ فتحي و جامع صلاح الدين الايوبي و جامع بلال الحبشي و جامع ذي النورين و جامع نبي الله جرجيس في الموصل وجامع مصعب بن عمر و ابي بكر الصديق في تلعفر و جامع بعشيقة و جامع الشيخ جياني راوه و جامع دلال الكبيسي في بغداد و جامع الشيخ عبد العزيز السامرائي في الفلوجة .
لم يكتف الشيخ علي الراوي بما ناله من سمعة في الخط ، بل اتجه نحو دراسة العلوم النقلية و العقلية على اعلام الموصل و منهم العلامة الشيخ عثمان الجبوري ، و الشيخ ذنون البدراني . و نال اجازتين علميتين سنة 1425 ه (2004م)الاولى من الشيخ محمد ياسين و الثانية من الشيخ عبد الكريم المدرس . كما سبق له ان تعلم التجويد و درسه على يد الشيخ محمد صالح الجوادي اجازه سنة 1393ه (1973) . كما تلقى بعض المحاضرات في علم العروض ويذكر بأن المرحوم الاستاذ يونس إبراهيم كان من أساتذته الذين تعلم منهم و له محاولات شعرية و تآليف عديدة في علوم مختلفة الا انه لم يطبع منها سوى كتاب بعنوان : (دليل الحاج و المعتمر) .. كتب عنه الدكتور عبد العزيز عبد الله رحمه الله و قال بأنه (من الرجال الذين قدموا عطاءات ثرة منذ اكثر من ثلاثين عاما ، فهو يختلف عن غيره بعدة اتجاهات و مواهب فهو خطاط مبدع ، و شيخ في القراءات قدير ، و عالم في اصول الدين الاسلامي ، و خطيب منبر مفوه ، و شاعر) . وقد سبق للخطاط هاشم البغدادي ان تنبأ له بمستقبل عظيم في الخط ، و اعترف له الاستاذ يوسف ذنون بالاجادة في ضبط الخطوط العربية المختلفة و منحه الاجازة في نيسان 1978 و قال له الخطاط المكي الشيخ محمد طاهر الكردي (ان خطك كسلاسل ذهب) . وكتب له شيخ الخطاطين المسلمين الاستاذ حامد الامدي ( اني مفتخر بان اجيز ولدي الخطاط علي حامد الراوي الموصلي لما رأيت حسن ضبط خطوط الثلث و النسخ و الانواع الاخرى ، و ان لي فيه آمالا كبيرة ، ارجو له التوفيق ) .
استعانت به جامعة الموصل لتدريس فن الخط و القاء المحاضرات على طلبة قسمي اللغة العربية في كليتي الاداب و التربية لعدة سنوات .. كما التزم عددا من التلاميذ في الخط في الموصل والفلوجة و من الذين اجازهم في جميع الخطوط (مروان الحربي )و في التعليق (عمار الدليمي) ، وللراوي شعر متين نشر بعضه في جريدة فتى العراق لكنه قليل .
مارس الشيخ علي الراوي الاقراء في مسجد العقبة و جامع بكر افندي و المدرسة الاحمدية و مسجد محمود البكري و جامع فتحي العلي و جامع عبد الله الحاج سعيد و جامع المدينة المنورة و جامع اليقظة الاسلامية .. و قد تولى الامامة و الخطابة في جامع فتحي العلي في موصل الجديدة .. و تتسم خطبه ليوم الجمعة بالوضوح و قوة الاسلوب و متانة الافكار و يحظى باحترام زملائه و اصدقائه و تلاميذه و ندعو الله ان يمد في عمره و يمتعه بالصحة و العافية لكي يستمر في افادة دينه و وطنه و امته .
ا.د.ابراهيم خليل العلاف
استاذ التاريخ الحديث-جامعة الموصل