واحد فقط في مصر يستطيع أن يزعم بحق أنه تلميذ الشيخ علي محمود, فقد عاصره حقبة من الزمان كأحد أفراد بطانته, ذلك الرجل هو الشيخ طه الفشني, اتصل الشيخ طه الفشني بالشيخ علي محمود والأخير في قمة مجده, وكان الشيخ طه شابا صغيرا يقرأ القرآن أحيانا, وينشد التواشيح أحيانا أخري ثم لم يلبث أن بهره صوت الشيخ علي محمود وطريقته الفذة في الأداء, وما يتمتع به من صوت عذب يهز وجدان الناس, وطاف الشيخ طه مع الشيخ علي مناطق مصر كلها, وسهر معه الليالي الطويلة والسهرات المجيدة الحافلة وفي ليلة من ليالي عام.1939 قدم الشيخ علي تلميذه الأول للجمهور كانت ليلة خالدة في حياة الشيخ طه الفشني, واستقبله الناس بالتقدير, فقد كان الشيخ طه أقدر واحد علي استيعاب طريقة أستاذه, ومن ثم أقدرهم أيضا علي أن يسد الفراغ الكبير الذي سيخلفه الشيخ علي محمود وفي عام1942 أصبح للشيخ طه فرقة يرأسها, ولمع نجمه سريعا فأذاع من محطة القاهرة في مصر ومحطات الإذاعات الخارجية ولم يكتف بالتواشيخ بل ظل يقرأ القرآن شأنه في ذلك شأن الشيخ علي وكان أجره عشرة جنيهات في الإذاعة وثلاثين جنيها في الليلة الواحدة وعندما مات الشيخ علي محمود وصل إلي مائة جنيه في الليلة إذ لم يعد هناك سواه. والشيخ طه الفشني كان في الثانية والأربعين من عمره يعيش في بيته بمصر الجديدة وله بيت آخر هجره منذ عدة اعوام في الحارة التي كان يسكن فيها الشيخ علي محمود والشيخ محمد سلامة. وأعظم الاصوات بالنسبة له هو صوت المرحوم الصيفي محمد رفعت ويصفه بأنه فلتة لن يجود بمثلها الزمان وهومن عشاق صوت الشيخ مصطفي إسماعيل.. ومن أشد المعجبين بطريقة الشيخ الصيفي في الاداء.. حدث مرة أن كان الشيخ طه ينشد التواشيح في ليلة مولد وعندما جاء عند مقطع استقر به المقام أقسم أحد العمد الجالسين بالطلاق أن يظل الشيخ يردد المقطع حتي الصباح. وظل الشيخ الفشني يردد المقطع حتي بزوغ نور الفجر, ثم غادر الصوان وركب أول قطار إلي القاهرة ولكن والحق يقال, كان الشيخ الفشني هو عمدة فن التواشيح بعد الشيخ علي محمود ولكن حظه في التلاوة كان متوسطا وعندما بدأ قلد طريقة الشيخ مصطفي اسماعيل لكنه عدل عنها بعد ذلك وأصبح له طابعه الخاص وبعد موت الشيخ طه الفشني بسنوات طويلة أعطاه المخلوع حسني مبارك وساما تقديرا لدوره المجيد في خدمة القرآن الكريم والغريب أنه في حياة الشيخ طه الفشني لمع في مجال الانشاد الديني بعض المشايخ الذين أنعشوا هذا الفن وأثروه, منهم الشيخ محمد الفيومي أحد أفراد بطانة الشيخ علي محمود والشيخ محمد الطوخي وهو عالم في هذا الفن علي الرغم من انه يعيش بنصف كلي ثم جاء الشيخ النقشبندي يرحمه الله وقد بهر الناس بأدائه وبصوته الواضح القادر علي الأداء في كل المقامات, ثم جاء نصر الدين طوبار, وقد تأثر بطريقة دراويش الطرق الصوفية وكان الفضل في ظهوره وانتشاره للفنان زكريا الحجاوي, لم يبق من هؤلاء الا الشيخ محمد عمران, وبوفاته نستطيع أن نقول إن دولة الإنشاد الديني والتواشيح آلت إلي زوال! وأغرب شيء أن موت الشيخ محمد عمران آخر العنقود في مدرسة الشيخ علي لم ينشر في جريدة أو مجلة ولم يذع خبر وفاته في أي إذاعة حتي صديقه الحميم جلال معوض سمع الخبر بعد شهر من وفاته.
عمدة التواشيح,الشيخ طه الفشنى,ومكتشفه,الشيخ على محمود
عامر أمين زاهد- عدد المساهمات : 384
تاريخ التسجيل : 03/05/2012
العمر : 68
الموقع : وزارة الكهرباء
واحد فقط في مصر يستطيع أن يزعم بحق أنه تلميذ الشيخ علي محمود, فقد عاصره حقبة من الزمان كأحد أفراد بطانته, ذلك الرجل هو الشيخ طه الفشني, اتصل الشيخ طه الفشني بالشيخ علي محمود والأخير في قمة مجده, وكان الشيخ طه شابا صغيرا يقرأ القرآن أحيانا, وينشد التواشيح أحيانا أخري ثم لم يلبث أن بهره صوت الشيخ علي محمود وطريقته الفذة في الأداء, وما يتمتع به من صوت عذب يهز وجدان الناس, وطاف الشيخ طه مع الشيخ علي مناطق مصر كلها, وسهر معه الليالي الطويلة والسهرات المجيدة الحافلة وفي ليلة من ليالي عام.1939 قدم الشيخ علي تلميذه الأول للجمهور كانت ليلة خالدة في حياة الشيخ طه الفشني, واستقبله الناس بالتقدير, فقد كان الشيخ طه أقدر واحد علي استيعاب طريقة أستاذه, ومن ثم أقدرهم أيضا علي أن يسد الفراغ الكبير الذي سيخلفه الشيخ علي محمود وفي عام1942 أصبح للشيخ طه فرقة يرأسها, ولمع نجمه سريعا فأذاع من محطة القاهرة في مصر ومحطات الإذاعات الخارجية ولم يكتف بالتواشيخ بل ظل يقرأ القرآن شأنه في ذلك شأن الشيخ علي وكان أجره عشرة جنيهات في الإذاعة وثلاثين جنيها في الليلة الواحدة وعندما مات الشيخ علي محمود وصل إلي مائة جنيه في الليلة إذ لم يعد هناك سواه. والشيخ طه الفشني كان في الثانية والأربعين من عمره يعيش في بيته بمصر الجديدة وله بيت آخر هجره منذ عدة اعوام في الحارة التي كان يسكن فيها الشيخ علي محمود والشيخ محمد سلامة. وأعظم الاصوات بالنسبة له هو صوت المرحوم الصيفي محمد رفعت ويصفه بأنه فلتة لن يجود بمثلها الزمان وهومن عشاق صوت الشيخ مصطفي إسماعيل.. ومن أشد المعجبين بطريقة الشيخ الصيفي في الاداء.. حدث مرة أن كان الشيخ طه ينشد التواشيح في ليلة مولد وعندما جاء عند مقطع استقر به المقام أقسم أحد العمد الجالسين بالطلاق أن يظل الشيخ يردد المقطع حتي الصباح. وظل الشيخ الفشني يردد المقطع حتي بزوغ نور الفجر, ثم غادر الصوان وركب أول قطار إلي القاهرة ولكن والحق يقال, كان الشيخ الفشني هو عمدة فن التواشيح بعد الشيخ علي محمود ولكن حظه في التلاوة كان متوسطا وعندما بدأ قلد طريقة الشيخ مصطفي اسماعيل لكنه عدل عنها بعد ذلك وأصبح له طابعه الخاص وبعد موت الشيخ طه الفشني بسنوات طويلة أعطاه المخلوع حسني مبارك وساما تقديرا لدوره المجيد في خدمة القرآن الكريم والغريب أنه في حياة الشيخ طه الفشني لمع في مجال الانشاد الديني بعض المشايخ الذين أنعشوا هذا الفن وأثروه, منهم الشيخ محمد الفيومي أحد أفراد بطانة الشيخ علي محمود والشيخ محمد الطوخي وهو عالم في هذا الفن علي الرغم من انه يعيش بنصف كلي ثم جاء الشيخ النقشبندي يرحمه الله وقد بهر الناس بأدائه وبصوته الواضح القادر علي الأداء في كل المقامات, ثم جاء نصر الدين طوبار, وقد تأثر بطريقة دراويش الطرق الصوفية وكان الفضل في ظهوره وانتشاره للفنان زكريا الحجاوي, لم يبق من هؤلاء الا الشيخ محمد عمران, وبوفاته نستطيع أن نقول إن دولة الإنشاد الديني والتواشيح آلت إلي زوال! وأغرب شيء أن موت الشيخ محمد عمران آخر العنقود في مدرسة الشيخ علي لم ينشر في جريدة أو مجلة ولم يذع خبر وفاته في أي إذاعة حتي صديقه الحميم جلال معوض سمع الخبر بعد شهر من وفاته.